من نحن
كل ما تريد معرفته عن القطاع الثالث
مذ جلس معنا في هذا المقهى وهو صامت، يسرح بعينيه غارقًا في عالم موازٍ خاص به، ثم ما يلبث أن يعود إلى عالمنا الفاني مرددًا دعاءه الذي عرّضه لسخرية رفقاء طاولة المقهى: "لعنة الله على الحب"! "ماذا جرى لك؟"، نسائله فيأبى الجواب، فهو يعلم يقينًا أن جوابه -أيًا كان- سيجعله فريسة سهلة على مائدة سخرية هؤلاء الأشرار المتعطشين لنهش قصته، لذلك هو يرفض -لأجَل ظنّه غير مسمّى- الدخول في التفاصيل، أما الأشرار فقد أصبح كشف سرّ هذا الدعاء العجيب بالنسبة لهم قضية وجودية: "نكون أو لا نكون". كان أهون عليه أن يصمت، فلا يفضح ما في قلبه بدعائه الغريب، لكن يبدو أن القلب امتلأ ففاض بالدعاء اللسانُ. الحب ذلك الشعور الجميل الذي ألهم الشعراء والفنانين، ها هو يذوق من سياط اللعنات ما لذ وطاب في هذه الأمسية الحارقة. التفّ الأشرار حول صديقهم يحاولون سبر أغواره، وبدا هو كالخروف وسط الذئاب، يريد أن يتفلت فلا يستطيع، وفي نفس الوقت يريد أن يفضفض لكن ليس إلى ذئاب! أخيرًا، وبعد طمأنات ومناشدات، وأخْذ عهود ومواثيق على الذئاب، انطلق وتحدث..